ضياء عزيز ضياء فنان أتخذ من البيئة المحلية موضوعاً أساسياً لتصويره ورسمه .وفي قراءة أولى لمجموعة أعماله نرى تسجيلاً لشريط الحياة الإجتماعية ضمن جغرافية المنظر والعمارة وضمن رصد الزي والحدث والعادة . ولكن في قراءة ثانيه بعين تحليلية نرى أن هاجسه الآخر هو التقاط النور واللون كمحورين أساسيين في معالجة اللوحة تأليفاً وبنية من خلال نسج حاد بينهما يعكس شدة الضوء في طبيعة تسودها الصحراء ويسكنها مناخ مداري.
لقد دأب ضياء عزيز ضياء بجلد وبمثابرة على تطويع أدواته وتقنياته لإعطاء الفن التشكيلي حضوراً كان قليلا في الحياة الثقافية المحلية. وبنى مع ابناء جيله من أوائل الفنانين السعوديين الأعمدة الأولى لترسيخ الفن تقليداً وضرورة. وهو من أولئك المثقفين الذين أدركو أن الدراسة والإطلاع وتنويع مناهل البحث هي معايير لتعميق النظرة على الواقع المحلي بعد إمتلاك تقنيات العمل الفني وأصول صناعته.
إن مؤسسة المنصورية في نشرها هذا الكتاب وفي رعايتها للمعرض المرافق له تبدأ سلسلة إصدارات مرجعيه للفنانين السعوديين الرواد لتكوين نواة مكتبة فنية توثق وتؤرًخ للفن التشكيلي السعودي في سبيل نشره وتعريفه على أكبر نطاق ممكن. وكذلك لتامين مرجعا للباحث والفنان المقتني. وتعتقد المنصورية أن في إصدار كتب نوعية مساهمة فعالة في التواصل مع العمل الفني خارج جدران المعارض والمتاحف ليكون في متناول جميع محبيه.
المنصورية